النفوذ الأمريكي واستراتيجياته عند الفيلسوف الأمريكي نعوم تشومسكي - بقلم الباحثة : جنات حرات

فيلوكلوب أغسطس 12, 2019 أغسطس 12, 2019
للقراءة
كلمة
0 تعليق
نبذة عن المقال:
-A A +A

بداية نستطيع تقسيم النفوذ الأمريكي الى نفوذ عالمي ونفوذ على الشرق الأوسط تحديدا:

أولا: استراتيجيات الهيمنة الامريكية على العالم

إن أمريكا في فترة الحرب الباردة كان صراعها متمركزا ضد الاتحاد السوفياتي، اما بعد ذلك أصبح هذا الصراع ضد العالم، وان لم يكن صراع فهو تحكم.
«فالحرب العالمية الثانية عندما استنزفت قوى المنافسين، عندها أصبحت أمريكا بصدارة الدول الصناعية، وعند انتهاء الحرب استحوذت على نصف ثروات العالم، والهيمنة على جانبي المحيط الأطلنطي والباسيفيكي، وأدرك مخططو السياسة الخارجية الامريكية ان أمريكا ستخرج من هذه الحرب قوة وحيدة لا مثيل لها في تاريخ العالم، فحرصوا خلال الحرب وبعدها، على تشكيل عالم ما بعد الحرب.»[1] من هذه المعطيات وكان الولايات المتحدة تخطط للهيمنة منذ الحرب العالمية الثانية، حيث حافظت على استقرارها الاقتصادي، على عكس باقي الدول الأخرى خاصة الاتحاد السوفياتي القطب الثاني مع أمريكا في الهيمنة العالمية، الذين خرجوا من هذه الحرب مع انكسار اقتصادي الأمر الذي يعطي الأفضلية للولايات المتحدة.
«وأمريكا بصفة عامة، خلال فترة الزعامة العالمية مشاركة الاتحاد السوفياتي في ذلك خلال الحرب الباردة، كانت الأهداف المسطرة تنحصر في السيطرة العسكرية وبمسائل تعزيز الأمن وإقامة الدبلوماسية الوقائية عكس العسكرية، وحماية حقوق الإنسان وإحياء الديمقراطية وضمان الأمن الاقتصادي والبيئي.»[2] فالهيمنة الامريكية منذ الحرب العالمية مرورا بالحرب الباردة الى اليوم، تحولت ان صح التعبير بين عدة أشكال، فأمريكا خلال الحروب الأهلية كانت في حلة العسكري الذي يتقدم للأمام بسلاحه مدافعا على نفسه محققا أهداف انتماءاته، اما في الحرب الباردة، فكان شكل الهيمنة الامريكية في هيئة الرجل المقاول الذي يدير اعماله بالحسابات الدقيقة وبعض التوجيهات التي يقدمها لليد العاملة التي ستطبق مشروعه.
كما ان السياسة الأمريكية تغيرت مرة أخرى بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م، فالذي وقع في هذه الحادثة، تمت الاستفادة منه على أحسن وجه، أين أصبح الحدث الأهم إعلاميا، وهذا ما كانت تريده أمريكا بالتحديد، حينما استغلت الاعلام الأمريكي والعالمي من اجل اظهار أمريكا في صورة الضحية والمستهدف الأول للإرهاب. وربما من الواضح خاصة إذا تتبعنا تغيرات السياسة الامريكية، يتضح ان الأمر وان كان يبدو واقعي بأن أمريكا ضحية، إلا أنها في جميع الأحوال لها يدا فيه! لماذا؟ الإجابة بسيطة إذا سألنا سؤالا سياسيا وتحقيقيا صريحا. من المستفيد من هذا الأمر؟
لن نجد غير أمريكا مستفيدا من هذه الحادثة المروعة، نعم أمريكا هي الضحية وهي المستهدف وهي أكبر المستفيدين، ومهما كانت حقيقة الأمر، فأمريكا ستسعى لاستغلال ذلك لصالحها، لأنها تريد بسط سيطرتها على العالم والتدخل في شؤونه من خلال مسألة خطر الإرهاب، والحد منه ومحاربته في كل بقاع العالم، وكذلك حفظ أمنها الداخلي من خلال القضاء على أي تهديد داخلي كان او خارجي.
«حيث أسست أمريكا بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م، صلاحيات تدخل عسكري مباشر في آسيا التي تعتبر الأكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية، وهذا للحفاظ على قواعد عسكرية بأفغانستان ليس من اجل أفغانستان بل لأهمية الموقع، أيضا هيمنت أمريكا على القوقاز الذي تعد مصدرا مهما للهيدروكربونات، والنفط، والغاز.»[3] فأمريكا أهدافها تتعدى الحد من الخطر الإرهابي، فالحد من الإرهاب ما هو الا غطاء لغاياتها الحقيقية، والتي تتمثل في المساعي الاقتصادية والهيمنة العالمية المتمثلة في الهيمنة على السوق العالمية وسحق المنافسين بالتحكم في مسار التجارة خاصة حقول البترول والغاز بالشرق الأوسط، هذه الأخيرة التي يعتمد عليها العالم الأوروبي بدرجة أولى في اقتصاده، فحينما هيمنت أمريكا على هذا المنبع، هي بواقع الأمر هيمنت على المستفيدين منه بكل تأكيد، ومن ابرز المستفيدين منه الصين التي تعتبر اليوم القوة المستقبلية التي ستتحكم بالعالم، وهذا ما توحي اليه المؤشرات وان كانت لروسيا بعض الألعاب السياسية، والدبلوماسية.
 «ان القضية الأساسية في السياسة الدولية اليوم هي سيطرة القطب الأمريكي الأوحد. إنها أحد اهم ملامح الإدارة الامريكية منذ قدوم جورج بوش الى البيت الأبيض في عام 2001م، وقد علقت صحيفة الفاينانشل تايمز على انقلاب بوش على اتفاقية حماية البيئة قائلة: سياسة غير منظمة على المستوى المحلي، ومنهج منفرد في التصرف على المستوى العالمي»[4] في إشارة الى التصرف الأمريكي في العالم، من خلال الصلاحيات التي تمنح لها بفضل مكانتها وهيمنتها وقوتها العالمية.
«إن الولايات المتحدة لم تشهد منذ الحرب الاهلية وحادث بيرل هاربر حدث دموي بحجم وعنف ومفاجأة ما تعرضت له أمريكا ومدنها الرئيسية ورموز قوتها الاقتصادية والعسكرية والمدنية يوم الثلاثاء 11 سبتمبر 2001م»[5] ومن هذه النقطة أخذت أمريكا بالتحول السريع الى ان أصبحت في هيئة المتحكم بالعالم.
 «بعد سنة فقط في خريف 2002م تم إعلان عن اقوى دولة في التاريخ وعن نيتها في الحفاظ على هيمنتها بشتى الطرق الدبلوماسية او العسكرية او ما تطلبه الأمر. حيث جاء في خطاب الأمن القومي NSS ان قوتنا يجب ان تكون قوية بما فيه الكفاية لثني الخصوم المحتملين عن مواصلة بناء قوة عسكرية بأمل مضاهاة القوة الامريكية او تجاوزها»[6].
«أصبحت أمريكا ترى في نفسها انها شامخة متعالية على الجميع، هذا خاصة بعد خروجها منتصرة من الحرب الباردة وشعورها بوضعها المنفرد بالعالم.»[7]
والجدير بالذكر أن أمريكا لها المكانة الفريدة في الساحة العالمية، كما تحضى بإعتراف واسع ويؤكد زبيغنيو بريجنسكي هذا قائلا: «إن الروس الذين كانوا الأكثر إحجاما من الاعتراف بمقدار قوة أمريكا وتأثيرها، لأسباب تتعلق بالحنين الى الماضي، تقبلوا أن الولايات المتحدة ستظل مدة من الزمن اللاعب الفاعل المقرر في القضايا الدولية.»[8] أي أن روسيا والتي تعتبر من القوى العظمى، وبالرغم من سعيها للهيمنة العالمية، تقر بقوة أمريكا وهيمنتها.
ومن خلال هذا التفوق الأمريكي، والهيمنة المتناهية النظير، يحذر برنجسكي «من ان السعي الى الأمن يجب ان يتضمن جهودا وتأييدا عالميا أعظم وإلا فإن الاستياء الدولي والحسد من التفرد الأمريكي يمكن ان يتحول الى تهديد امني متصاعد ويطبق برنجسكي هذا المفهوم على الغزو الأمريكي للعراق الذي أنتج مفارقة واضحة، فلم تكن مصداقية أمريكا العسكرية أعلى مما هو عليه اليوم واتصالا بذلك فإن تركيز أمريكا على الإرهاب قد تكون سياسة جاذبة في المدى القصير فإضفاء الشيطانية على عدو غير معروف واستغلال مخاوف غامضة قد تجمع تأييد شعبي»[9]
«ان الوضع العالمي الحالي وما يرافقه من ازدياد في العنف الدولي وانتشار الإرهاب والتطرف وعدم الاستقرار يزيد من أهمية وجود إستراتيجيات للأمن القومي.»[10] فالسياسة الأمريكي كدولة مهيمنة تسعى لتعزيز أمنها القومي بطرق مختلفة.
«ومن استراتيجيات الولايات المتحدة الامريكية انها استخدمت الأصولية الإسلامية من خلال المملكة العربية السعودية في مواجهة القومية العلمانية، او الشيوعية، وهذه السياسة طبقتها أمريكا في الحرب السوفياتية، حيث دعمت وساندت الأصولية الإسلامية ممثلة في المجاهدين، ضد الاتحاد السوفياتي.»[11]
«فمع بدايات السبعينيات عندما بدأت تضعف التيارات الناصرية، أين أصبحت الأصولية الإسلامية التيار الوحيد المحتج ضد الغرب، تم التسامح معه ودعمه وتشجيعه ضد التيار الشيوعي لكن تراجع هذا التسامح خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي»[12]
أي أن أمريكا دعمت الحركات الإسلامية ضد التيار الشيوعي السوفياتي، الا انه بإنهيار هذا الأخير تغير الوضع، فعندما أصبحت أمريكا مهيمن وحيد، والتهديد المباشر – السوفياتي - زال ابتكرت الولايات المتحدة الامريكية استراتيجيات للحفاظ على هيمنتها واستقرارها، من أبرز هذه الاستراتيجيات هي "الحرب الوقائية - Guerre préventive"[*]  التي تتناسب مع سياسة أمريكا التي تتخذ من الآخر مهما كانت قوته، تهديدا محتملا، والقرار يرجع لها في تصفيته وقت ما رأت انه يشكل خطرا.
يمكن استخلاص من سبق ذكره عن استراتيجيات الولايات المتحدة في تعاملها مع الآخر – السوفيات والحركات الإسلامية – أنها استراتيجية أساسها المصلحة الشخصية البحتة، أين تكون السياسة الأمريكية اليوم تدعم التيار الإسلامي لأنه يهاجم السوفيات، وبالغد عند زوال السوفيات توقف دعم الإدارة الامريكية للأصولية الإسلامية، بل وقد كانت هذه الأخيرة في صورة تهديد يجب الحذر منه بالنسبة للولايات المتحدة. تلك هي طريقة الولايات المتحدة في استغلال الحليف، وتصفيته فيما بعد، فاليوم تستغل السعودية ضد العلمانية، وغدا يتم تصفيتها إذا نطقت حرفا خاطئا يمس مصالح الولايات المتحدة، نعم لذلك اليوم يمكن رؤية ان السعودية هي أفضل اداة لأمريكا في الشرق.
«إن الولايات المتحدة الامريكية انطلاقا من استراتيجيات كالحرب الوقائية وتعزيز التسلح والتحكم الاقتصادي، والتأثير الإعلامي، تسعى لتعزيز سيادتها الدولية في بعض الأجزاء المحدودة من الكرة الأرضية، كما تسعى كذلك الى إضعاف الدول الاشتراكية في بعض المناطق، ودعم النظام الرأسمالي في أية دولة تسير على طريق الاشتراكية، وشل الحركات الديمقراطية في الدول الرأسمالية، وخنق الحركات الوطنية التحريرية في الدول التي تناضل من أجل إستقلالها الوطني»[13] فالادارة الأمريكية تستعمل كل الوسائل لبلوغ غايتها وتحقيق مصالحها.
«يذهب هاورلد لاسويل Harold Lasswell أحد مؤسسي العلم السياسي الحديث ... إلى أنه على الأقلية الذكية أن تدرك جهل وغباء الجماهير ... كما يجب على الجماهير أن تخضع للسيطرة حرصا على مصلحتها هي. وفي المجتمعات الأكثر ديمقراطية ... ينبغي أن يلجا المدراء الإجتماعيون الى طريقة جديدة بالكامل للسيطرة، وغلبا ما تكون من خلال الدعاية»[14] أي ان النشاط السياسي في إخضاعه للجماهير يرتكز على الدعاية بأبعادها المختلفة.
ويذهب برينجسكي الى ان «محاولات نشر الديمقراطية في العالم الإسلامي، بتجاهل للتقاليد التاريخية والثقافة الإسلامية، يمكن ان يؤدي الى فوضى، فالقضية تتطلب صبرا تاريخيا وحساسية ثقافية، فتجربة عدة دول إسلامية وخاصة الملاصقة للغرب توحي بانه حين تطبق الديمقراطية من خلال النمو لا من خلال الفرض، يسهل إستيعابها، وهكذا فإن جوهر الدور الأمريكي هو القيادة لا الهيمنة»[15] أي أن أمريكا وفي سعيها على نشر الديمقراطية، يجب عليها ان تراعي الرفض المبدئي لها فهذا ما يسهل تطبيقها.
إن الولايات المتحدة الأمريكية لديها عديد الاستراتيجيات لإخضاع العالم من بينها: «إستخدام القوة الناعمة، المتمثلة في البراعة الاقتصادية الفائقة، ليس بالثروة فقط، بل وفي السمعة والجاذبية أيضا، فأمريكا ليست صاحبة إقتصاد فحسب، حيت تمتلك الأفضلية في الشركات الكبرى حول العالم، هذه الأفضلية خمسة أضعاف من اليابان التي تحل ثانيا، وتجذب ستة أضعاف المهاجرين الأجانب أكثر من ألمانيا التي تليها في ذلك، وهي أكبر مصدر للأفلام والبرامج التلفزيونية في العالم ... إلخ»[16] أي أن أمريكا في استراتيجيتها نحو العالم، وسعيها لإخضاعه لا تستخدم بالضرورة الأساليب المباشرة كتعزيز التسلح، وتنمية الاقتصاد، وشن الحروب الدفاعية – الحرب الوقائية – فهي تستخدم أسلوب غير مباشر في تحسين صورتها في مخيال المجتمع الدولي، حيث تسعى دائما لأن تكون إنجازاتها أفضل من الجميع، لتكون الأنموذج في كافة المجالات.
ومن الأساليب أيضا في إخضاع العالم، «وعندما يأتي الأمر الى التعامل مع أنظمة الطغيان – كما ترى السياسة الأمريكية - مثل إيران والعراق وكوريا الشمالية، فإن على الولايات المتحدة ان تبحث عن تغييرها وليس التعايش معها كهدف اولي لسياسة أمريكا الخارجية، وهذا يلزم أمريكا بمهمة الحفاظ على نظام عالمي لائق وعلى تنفيذه»[17] أي أن التعامل يختلف حسب طبيعة المستهدف، فإذا كان جمهورا، يكون اخضاعه بالدعاية، بينما إن كان التعامل مع طاغية مثل نظام العراق أو نظام كوريا الشمالية، فالسلوك الأولي للسياسة الخارجي هو السعي لتغيير هذا النظام، رفضا للتعايش معه.
 ومن الأساليب أيضا واذا تعلق الامر بالتعامل مع تلك الدول المنادية بالحرية والسيادة الوطنية فإن أمريكا ستسعى لقطع الطريق على هذا الاستقلال وإفشاله بطريقة او بأخرى. يقول نعوم تشومسكي واصفا السلوك الأمريكي إتجاه هذه الشعوب المتحررة: «كلما كانت الحكومة اكثر حرية وشعبية، بات من الضروري الاعتماد أكثر على الرأي العام لضمان خضوع الشعب للحاكم.»[18] أي أن الإدارة السياسية في استراتيجيتها في السيطرة على الشعوب المتحررة المنادية بالحرية، تستخدم الرأي العام لتوجيه تلك الشعوب وثنيها عن تحقيق غاياتها الا وهي الحرية والاستقلال.
إن هذا السلوك الأمريكي ليس مجرد غطرسة في فرض هيمنتها على فرنسا وألمانيا، بل لديها مصالح حقيقية من ذلك، حيث يمثلان المركز الصناعي والتجاري والمالي لأوروبا، وهذه من الأسباب التي جعلت من أمريكا تفكر في توسيع الاتحاد الأوروبي ليشمل الجمهوريات السابقة في الاتحاد السوفياتي.[19]
هنا نلاحظ ان الولايات المتحدة الامريكية تركز على الهيمنة الاقتصادية كوسيلة أولى، ثم التوسع الجغرافي كوسيلة ثانية، من اجل غاية واحدة وهي زيادة وتمكين الهيمنة العالمية، فعند امتلاك اهم نقاط المنابع المالية، واهم المراكز الصناعية، والتحكم في اكبر الأسواق العالمية، هذا بحد ذاته توسع للهوية الامريكية في امتدادها الجيوسياسي، فعندما تهيمن أمريكا على النفط العراقي او القوقازي او السعودي او غيره من بلاد الشرق الأوسط او غيره، فإن أمريكا تضع قدم في تلك الأرض، هنا نستطيع ان لا نهتم كثيرا للتوسع الجغرافي الأمريكي او توسيع الاتحاد الأوروبي، لأنه وبمجرد أن تحكم أمريكا الاقتصاد العالمي، فهي تملك العالم.


ثانيا: استراتيجيات الهيمنة الأمريكية على الشرق الأوسط

انتهجت و.م.أ استراتيجيات مختلفة من أجل تحقيق أهدافها وغاياتها على الشرق الأوسط فأصبح تعامل أمريكا مع المنطقة يقتضي فرض واقع الاستقرار فيها، ويمثل أحد المتطلبات الأساسية لتكريس قدراتها، فالعراق، تركيا، فلسطين، وأفغانستان من ضمن المناطق المستهدفة في المغرب العربي غير أن الهيمنة وفرض السيطرة جعلت من أمريكا تستخدم استراتيجيات مختلفة أهمها كالتالي:

1/ العامل السياسي/الاستراتيجي الأمريكي على الشرق الأوسط:

«لقد إهتم الفيلسوف الأمريكي نعوم تشومسكي، بقضية الشرق الأوسط وإعتبرها موضوع لا بد منه في أي تناول لسياسة الولايات المتحدة الخارجية، بناءً على أهمية المنطقة وتقلبها»[20] أي ان هذه المنطقة – الشرق الأوسط – في غاية الأهمية بالنسبة لإستراتيجيات الهيمنة الأمريكية.
ويقول ستيفن شالوم: «أن الاحداث في الشرق الأوسط تتحرك بسرعة كبيرة بحيث يمكن لأي محاولة تسعى الى تقديم وصف حقيقي أن يتخطاها الزمن في وقت وجيز، ولكن تحليل القوى الرئيسية العاملة وطريقة مقاربة القضايا الحرجة ستمكن القارئ من تفسير الماضي وفهم تطورات الحاضر والمستقبل»[21] أي ان الاحداث بالشرق الأوسط تتسم بالحيوية والتغير السريع، مما يؤدي الى تعذر تقديم قراءة تساعد الباحث على فهم هذا الواقع الشرقي بطريقة جيدة، وهذا ما يستدعي إستقراء سلوك القوى المتحكمة لفهم الصورة الأكبر من الاحداث، من هنا ولفهم الشرق الأوسط يجب فهم السلوك الأمريكي في هذه المنطقة.
يتسم النظام العالمي الجديد بدرجة فائقة من السيطرة والنفوذ الأمريكي، «فمذهب بوش القائم على الثأر الوقائي، في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الذي يتخذ من الحرب الوقائية دفاعا عن النفس، والعراق اول اختبار لهذه الاستراتيجية، فالسياسة الأمريكية بعد حرب الخليج عام 1991م كانت تتبع سياسة الحصار المزدوج، حيث تهدف هذه الأخيرة الى عزل إيران والعراق. وفي حالة العراق كان الهدف من الحصار الاقتصادي والغارات الجوية هي إبقاء نظام صدام حسين البعثي ضعيفا وفي حالة دفاع عن النفس.»[22] أي ان أمريكا تتخذ في سياستها نحو العراق – إخضاع صدام – هذا الأخير الذي يعتبر من أبرز القوى بالشرق الأوسط.
ويؤكد نعوم تشومسكي: «إن الإدارة الامريكية تعتبر الشرق مسرح لتدريب الإرهابيين المحترفين الذين سينتشرون في العالم ويمارسون الإرهاب، ويعد هذا من أولويات سياسة واشنطن، لكن السيطرة على مصادر الطاقة على قدر أهمية أكثر من ذلك بكثير»[23] أي أن أمريكا تركز على الشرق الأوسط كميدان للتدريب، كان تدريب الإرهاب الذي تصنعه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وتركز أكثر على مصادر الطاقة في هذه المنطقة حيث أهميتها أكبر من تدريب الإرهابيين.
«وذا تم تجاوز المجتمع الدولي فحركة عدم الإنحياز تدعم حق إيران في تطوير طاقة نووية، كما تعارض أي تهديد بالهجوم على الشرق الأوسط، وقد دعت الى منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، وهو هدف المجتمع الدولي الحقيقي منذ وقت طويل، لكن واشنطن تعرقل تحقيقه ففي إستطلاع منظمة "غد خال من الإرهاب" التي تدعو لإنهاء الدعم الشعبي للإرهاب، ان أكبر نسبة من الناس بالشرق الأوسط تقبل إيران مسلحة نوويا، على حساب قبول أي عمل عسكري أمريكي ضدها»[24] أي أن أمريكا ومن خلال إستقراء الرأي العام بالشرق الأوسط، يعتبر سلوكها مرفوضا، وبالرغم من هذا تسعى هذه الأخيرة – الولايات المتحدة – في عرقلة أي مشروع ضد الإرهاب وضد أي تدخل خارجي في الشرق الأوسط، كما ترفض الرأي القائل بشرعية أيران في تصنيع الطاقة النووية، وهذ لغاية واحدة وهو المصلحة الامريكية في الحفاظ عن هيمنتها وتحكمها بالمنطقة.
ويؤكد نعوم تشومسكي على رفض أمريكا للأنظمة الديمقراطية أينما كانت، قائلا: «ان الحليف الإسلامي في الشرق الأوسط هو السعودية، هذا الأخير هو النقيض الأكثر تطرفا للديمقراطية والمملكة العربية السعودي في واقع الامر هي عصب الهيمنة الإقليمية الامريكية، حيث كانت السبب الأول في إنهيار القومية العلمانية العربية والتيارات التقدمية»[25] أي ان الإستخدام الأمريكي للسعودية يتبين من خلاله ان ضد الديمقراطية، بحيث النظام السعودي مناهض تماما لكل ما هو ديمقراطي.
وتتعدد الإجراءات الأولوية في الشرق الأوسط للسياسة الأمريكية سياسيا فيما يلي:
«تعزيز الشراكات للمساعدة على النهوض بالأمن، من خلال الاستقرار، وتشجيع الإصلاحات التدريجية كلما كان ذلك ممكنا، ودعم الجهود الرامية، الى التصدي للأيديوجيات العنيفة، وزيادة احترام كرامة الأفراد، والالتزام بمساعدة الشركاء على تحقيق منطقة مستقرة ومزدهرة بما في ذلك مجلس التعاون الخليجي القوي والمتكامل، وتعزيز الشراكة الاستراتيجية طويلة الأمد مع العراق كدولة مستقلة، والسعي الى تسوية الحرب الأهلية السورية، وتمكين اللاجئين من العودة الى ديارهم وإعادة بناء حياتهم في أمان.»[26]

2/ الاستراتيجية الاقتصادية على الشرق الأوسط:

تحتل منطقة الشرق الأوسط المكانة المرموقة، من حيث الثروات الطبيعية، التي تغطي مختلف القطاعات، بحيث تنفرد بأهمية قصوى في حسابات الدول الكبرى وخاصة أمريكا، وبما تتمتع به من موارد طبيعية على رأسها النفط والغاز...إلخ
 «شكل النفط العربي النسبة الأكبر من النفط الأجنبي وبذات خلال الفترة التي شهدت فيها منطقة الشرق الأوسط العديد من الحروب»[27].
«إن تأثيرات الواردات النفطية على الأمن القومي الأمريكي الفعلي أو المحتمل كان محل نقاش في الولايات المتحدة طوال فترة الحرب الباردة، بمعنى حول كون النفط مستوردا يشكل خطر محدقا على الأمن القومي الأمريكي ومن ثم يجب عدم الاستمرار بهذا الوضع ولكن في نفس الوقت كان يقول إن هذا الاعتماد ضروري، وانه رغم توفر احتياطات بترولية وافية في الولايات المتحدة، فانه يجب عدم الإفراط بها، وأنه من الأجدى استيراد النفط وحماية منابعه رغم التكاليف الباهظة بدلا من استنزاف ما هو متوفر محليا».[28]
فالنفط هنا يعد سلعة اقتصادية هامة، وعامل جديد من عوامل الإنتاج، وبهذا يمكن أن تستخدمه أمريكا من أجل فرض هيمنتها، لأن البترول العربي يحتوي على جملة من الاعتبارات حيث أن أمريكا تسعى الحرص على استمرار وصول النفط العربي في الأسواق الأمريكية، وضمان الحصول عليه بأسعاره معقولة، والاهتمام بالنفط سيزداد في ظل التطورات، لأنه سيصبح ورقة ضغط وتأثير على القوى المنافسة في المجال الاقتصادي.
 وإذا ركز على التبادل التجاري النفطي بين أمريكا والشرق الأوسط، سيلاحظ أن الدول العربية تصدر البترول والغاز.
ويمكن حصر الإجراءات ذات الأولوية في الشرق الأوسط للاستراتيجية الأمن القومي الأمريكي اقتصاديا فيما يلي: ستدعم الولايات المتحدة الإصلاحات الجارية التي تبدأ في معالجة أوجه عدم المساوات الأساسية، التي يستغلها الإرهابيون، الجهاديون... الخ. وتشجع الدول في المنطقة بما فيها مصر والسعودية على مواصلة تحديث اقتصاداتهما، والدفاع عن فوائد الاقتصاد والمجتمعات المفتوحة من خلال المشاركة الاقتصادية.[29]

3/ الاستراتيجية العسكرية على الشرق الأوسط:

 «تمتاز منطقة الشـرق الأوسط بمكانة كبيرة الأهمية فـي حسابات الكثير من دول العالـم وتأتي في مقدمتها الولايـات المتحدة الأمريكية، كون هـذه المنطقة من أكثر المناطق تتركز فيها المصالح الأمريكية الحيوية»[30].
ونظرا لما تحضا به من موقع استراتيجي جعلها محطة أنظار دول العالم من بينها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث شنت عليها عدة حروب والتي تشهد زعزعة في الأمن العام، ومن أكثر المناطق التي وقعت فيها الحروب.
 «قام الرئيس السابق صدام حسين في أوت 1990م بغزو الكويت معتمدا بأن الولايات المتحدة لن تحرك ساكنا كونها متعلقة بأوروبا الشرقية وانهيار الاتحاد السوفياتي»[31].
إذ يطلق على هذه الحرب باسم عاصفة الصحراء، حيث شهدت هذه الفترة من الحرب تدخل الرئيس جورج بوش الأب، إذ قـاد حمل دبلوماسية عسكرية غـير مسبوقة أسفرت عن تحرير الكـويت وأعلـن بعد نهاية الحرب عـن ولادة نظـام عالمي جديـد.
 وقد «تزامنـت في الوقـت نفسه مع انتشار واسع للمعرفة التقنية والقدرة اللازمة لصنع أسلحة الدمار الشامل، لا بين البلدان وحسب، بـل ربما أيضا بيـن مجموعـات سياسية ذات دوافع إرهابية»[32]
ظـل الانتشار النووي يشكل إحدى أخطر التحديات الأمنية الكبرى وأبرزها علـى الصعيد الدولي، فنهاية الصراع الإيديولوجي قلل احتمالات خطر اندلاع حرب نووية شاملة بين الشرق والغرب، اللتين بدورهما تمثلان عاملان محفزان للجهود المتزايدة لامتلاك الدول الأسلحة النووية.
 و «عندمـا تعرضت أمريكـا للهجمات الإرهـابية في 11أيلول / سبتمبر 2001م، أصبح للبريطـانيين، بقيادة رئيس الوزراء طوني بلير، صـوت مسمـوع في واشنطـن بتأييـده الفوري لإعلان أمريكـا الحرب على الإرهاب العالمي»[33].
حيث أن هجمات 11 سبتمبر 2001م تعد تحديا كبيرا للولايـات المتحدة الأمريكية ولأمنها القومي، فقـد تلقت أقصى الضربات فـي تاريخها كله إلا أن هذه الأحداث دفعت بالولايـات المتحدة إلى مراجعة الأمن القومي سواء على المستـوى الداخـلي أو الخارجي فـي عهـد جورج بوش الابـن.
بمعنى أن في طليعة تلك الأحداث شرعتا كل من بريطانيا وأمريكا في احتلالها للعراق، مما أدى لإسقاط نظام صدام حسين وخسائر بشرية بملايين من القتلى ومصابين والمتشردين وقام جورج بوش باتهام حكومة صدام حسين بأنهم يمثلون تهديدا حقيقيا لأمريكا وحلفائها لأنهم استخدموا أسلحة الدمار الشامل من قبل، كما استخدمتها ضد شعبها.
 حيث أن «استراتيجية الأمن القومي قد أشارت اليوم إلى أن الأعداء يرون في أسلحة الدمار الشامل كأسلحة خيار ذلك الذي يضع الإرهابيين بمستوى الطغاة في فكر جورج بوش»[34].
 وفي منحى ذلك «يرى جورج بوش الطغاة والإرهابيين في نفس المستوى إذ يضعهم في نفس السلة وأنهــم يهددون مصـالح الولايات المتحدة، كمـا يرى إن الطغاة يبنون الجيوش التي مــن شانها تهـدد أمـن الولايات المتحـدة، خاصـة إذ امتلكـت أسلحة الدمار الشامل، فالولايات المتحدة هـي من أوجدت استراتيجية الحـرب الاستباقية، وتؤمن بجدوى هـذه الاستراتيجية، وطبقتها في أكثر من زمان ومكان»[35].
 ترتكز هذه الاستراتيجية على استخدام القوة العسكرية، وهـذه الاستراتيجية تمثـل الدفاع بصيغ الهجـوم، حيــث ترى الولايـات المتحدة أن هـذه الأخيرة هـي الحل الوحيد والوسيلـة الأمثل للقضـاء علـى أعدائها، حيث سعت على إعادة هيبتها التـي تراجعت فـي أحداث 11 سبتمبر وكانت أفغانستان والعراق نموذجا لهذه الاستراتيجية
 إذ «قامت باحتـلال أفغانستان سنة 2001م والعـراق سنة 2003م كانتـا الركيزتين التـي مـن خلالـهما محاربـة الإرهـاب في العالـم، وأن تضع مـن هاتيـن الدولتين مستنقعا لكي يفرق جميـع أعدائها. الانتقال مـن الردع إلى الاستباق لمواجهة المخاطر المتولدة عن الإرهاب وانتشار أسلحة الدمار الشامل»[36].
  يبدو أن نهاية الحرب الباردة لم تؤكد بنهاية استراتيجية الردع إذ أنها مازالت قائمة تحت مسميات جديدة مثل الضربة الوقائية والاستباقية، والتي تتمحور في السلوك السياسي الخارجي الأمريكي من أجل تعزيز القطبية الأحادية في نظام دولي غير مستقر، غير أن هذا الردع قد أصبح عديم الفائدة بعد هجوم 11 سبتمبر الغير قادر على حفاظ الأمن القومي والأمريكي طبقا لرؤية إدارة بوش.
لذلك قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتخطيط الاستراتيجية الدفاعية وهي الحرب الاستباقية، وكانت العراق أول دولة طبقت فيها هذه الحرب وجعلـها مثال يرعب بهـا الآخرون ثـم يستسلمـون لأمريكـا بـلا قتـال.   
«لقد كشفت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الخميس 27ماي 2010م عن استراتيجية جديدة للأمن القومي تركز على محاربة ما سمته " الإرهاب الداخلي" في الولايات المتحدة»[37].
«في مطلع 2011م، طرح الرئيس الأمريكي باراك أوباما مبادرة مراجعة الاستراتيجية العسكرية بعـد أن طلب مـن البنتاغون بـدأ التخطيط لتخفيضات كبيـرة فـي ميزانية الدفاع»[38].
 في هذه الفترة اتخذ أوباما قرارا ألا وهو التخلي عن" الحرب على الإرهاب " والنظر في الأمور التي تخص" الإرهاب الداخلي "، أي بدأت هذه الإدارة في العمل على فسح الطريق لتوظيف القوة الناعمة في مكافحة الإرهاب، «فبالرغم أن أوباما تحفظ على إعلان مبـدأ سياسي باسمه، إلا أنه كـان يستخدم استراتيجية للأمن القومي كما فعــل بوش لصياغة استراتيجية للسياسة الخارجية»[39]. فأوباما يتبنى أي إستراتيجية هجومية، إذ نادت سياسته بإعادة التوازن بين التزامات أمريكا العالمية بعيدا عن الحروب، عكس استراتيجية بوش الذي كان لا يولي اهتماما كبيـرا للقانون الدولي، ويمشي بنظرة أحادية ألا وهـي الاستخـدام المفرط للقوة لمحاربة العدو الجديد (الإرهاب).
ويمكن استخلاص مما سبق أن الولايات المتحدة الأمريكية في هيمنتها على العالم لديها العديد من الاستراتيجيات، منها ما له بعد سياسي، يتمثل في حفظ السلم والأمن الدولي متمثلا في الأمن القومي الأمريكي، وضمان امن الولايات المتحدة وسيادتها، ومنها ما له بعد اقتصادي، كاحتكار نفط الشرق الأوسط الذي تحتاجه الدول الصناعية كالصين، من خلال هذه الاستراتيجية تستفيد أمريكا من نقطتين الأولى زيادة اقتصادها في تحكمها بالنفط كمصدر اقتصادي، وثانيا، التحكم في الحلفاء واستحسانهم، وحماية امنها من مكر الأعداء بالتضييق عليهم إقتصاديا، ومنها ما له بعد عسكري، ويتمثل هذا الهدف في إدامة القوة العسكرية وتعزيزها عالميا، وضمان جاهزية القوات الامريكية. كما ان هذه الاستراتيجيات في أبعادها الثلاثة (سياسيا وعسكريا واقتصاديا) لها بعدين أخرين هما: البعد العالمي والبعد المتمثل في الشرق الأوسط، أما العالمي يتمثل في تعزيز الهيمنة من خلال التحكم في الحلفاء والقوى العظمة اقتصاديا ودبلوماسيا، اما في الشرق الأوسط فيتمثل الامر في التحكم بالنفط كمصدر للطاقة، وأيضا بالتحكم في احداث هذه الرقعة، كانت أحداثا سياسية او عسكرية او اقتصادية، سعيا من أمريكا في الحفاظ على المنطقة تحت السيطرة، تقوم بإفشال أي نظام يعزز قوة المنطقة، كالنظام الديمقراطي الحقيقي او العلمانية العربية وغيرها.

  • مراجع المقال :


1- نعوم تشومسكي: ماذا يريده حقيقة العم سام، ص ص 5 - 6.
2 - قريب بلال: السياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي من منظور أقطابه التحديات والرهانات، ص62.
3 - نعوم تشومسكي: الهيمنة ام البقاء السعي الأمريكي الى السيطرة على العالم،ص8.
4 - أليكس كالينيكوس: الاستراتيجية الكبرى للإمبراطورية الأمريكية، ص 4.
5 - المرجع نفسه، ص48.
6 - نعوم تشومسكي: الهيمنة أم البقاء السعي الأمريكي للسيطرة على العالم، مصدر سابق، ص 19.
7 - السيد أمين شلبي: أمريكا والعالم متابعات في السياسة الخارجية الامريكية 2000-2005م، ص49.
8 - زبيغنيو بريجنسكي: الاختيار السيطرة على العالم أم قيادة العالم، ص12.
9 - أمين شلبي: أمريكا والعالم متابعة في السياسة الخارجية الامريكية، ص89.
10 - يحي سعيد قاعود وعلا عامر الجعب: وثيقة الأمن القومي الأمريكي 2017م قراءة تحليلي في استاتيجية دونالد ترامب قراءات استراتيجية، منظمة التحرير الفلسطينية، العدد 20، 2018م، ص8.
11 - نعوم تشومسكي: الهيمنة ام البقاء السعي الأمريكي الى السيطرة على العالم، مصدر سابق، ص8.
12 - المصدر نفسه، الصفحة نفسها.
*- يرى المفكر العربي إسماعيل صبري مقلد ان الحرب الوقائية تعتبر المظهر الرئيسي لتخطيط الاستراتيجية النووية على الأساس الهجومي البحت، حيث يسعى طرف معين الى احتضان هذه الاستراتيجية التي تضمن الحاق اكبر قدر ممكن من الدمار بالخصم، ويعتبر ذلك بمثابة البديل الأفضل للاستراتيجية الدفاعية، بصرف النظر عما يوضع تحت تصرف هذه الاستراتيجية من إمكانيات. انظر: بن عمار امام: الحروب الوقائية في الفكر الاستراتيجي الأمريكي دراسة حالة العراق، مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، تخصص علاقات دولية، اشراف بخوض مصطفى، جامعة محمد خيضر بسكرة، 2007/2008م، ص17.
 13-  مصطفى طلاس وآخرون: الاستراتيجية السياسية العسكرية، ج1، دار طلاس، ط 2011م، ص ص808 - 809.
14 - نعوم تشومسكي: الربح مقدما على الشعب النيوليبرالية والنظام العالمي، ترجمة لمى نجيب، منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب، دط، دمشق، 2011م، ص ص88 - 89.
15 - أمين شلبي: أمريكا والعالم متابعة في السياسة الخارجية الامريكية، ص91.
16 - جوزيف س. ناي: القوة الناعمة وسيلة النجاح في السياسة الدولية، ترجمة محمد توفيق البجيرمي، العبيكان، ط1، السعودية، 2007م، ص63.
17 - المرجع نفسه، ص103.
18 - نعوم تشومسكي: الربح مقدما على الشعب النيوليبرالية والنظام العالمي، ص68.
19 - نعوم تشومسكي: الهيمنة ام البقاء السعي الأمريكي الى السيطرة على العالم، مصدر سابق، ص8.
20 - نعوم تشومسكي وجبلير الأشقر: السلطان الخطير السياسة الخارجية الامريكية في الشرق الأوسط، ص4.
21 - المصدر نفسه، ص3.
22 - أليكس كالينيكوس: الاستراتيجية الكبرى للإمبارطورية الامريكية: مرجع سابق، ص10.
23 - نعوم تشومسكي وجبلير الأشقر: السلطان الخطير السياسة الخارجية الامريكية في الشرق الأوسط، ص ص 15 - 16.
24 – المصدر نفسه، ص 296.
25 – المصدر نفسه، ص 55.
26 - يحي سعيد قاعود وعلا عامر الجعب: وثيقة الأمن القومي الأمريكي 2017م قراءة تحليلية في إستراتيجية دونالد ترامب ، ص 63.
27 - التقرير الاستراتيجي العربي لعام 1995م، مركز الأهرامات لدراسات الاستراتيجية، دط، القاهرة، 1996م، ص 835.
28 - هالة سعودي: السياسة الأمريكية اتجاه الصراع العربي الإسرائيلي 1976-1973م، مركز دراسات الوحدة العربية، دط بيروت، 1983م، ص 83.
29 - يحي سعيد قاعود: علا عامر الجعب، وثيقة الأمن القومي الأمريكي 2017م، قراءة تحليلية في استراتيجية دونالد ترامب مرجع سابق، ص 64.
30 - حارث قحطان عبد الله: الإسترلتجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط (مرحلة ما بعد أحداث 11سبتمبر)، مجلة جامعة تكريت للحقوق، جامعة تكريت للحقوق، العدد2، 2010م، ص 333.
31 - نور الدين حشود: الاستراتيجية الأمنية بعد الحرب الباردة، من التمرد إلى الهيمنة 1990/2012م، قسم العلوم السياسية جامعة قاصدي مرباح ورقلة، دفاتر السياسة والقانون، العدد التاسع / جوان 2013م، ص382.
32 - زبيغنيو بريجنسكي: الاختيار السيطرة على العالم أف قيادة العالم، مرجع سابق، ص ص8 - 9 .
33 - المرجع نفسه، ص12.
34 - سعيد حقي توفيق: الاستراتيجية النووية بعد انتهاء الحرب الباردة، دار زهران للنشر والتوزيع، دط، 2008م، ص8.
35 - صبري سميرة: احتمالات اندلاع الحرب في منطقة الشرق الأوسط 2010/2011م، مركز دراسات الشرق الأوسط، دط الأردن، دس، ص99.
36 - مالك محسن العيساوي: الحروب بالوكالة، إدارة الأزمة الدولية في الإستراتيجية الأمريكية، العربي للنشر و التوزيع، ط1 القاهرة 2014م، ص173 .
37 - نور الدين حشود: الإستراتجية الأمنية الأمريكية بعد الحرب الباردة من التفرد إلى الهيمنة 1990/2012م، ص392.
38 -  ظافر العجيمي: تخفيف التواجد الأمريكي في الخليج، تغيير إستراتيجية أم تغيير في موازين القوى، مرجع سابق 15/5/2019، 12:51، https://araa.sa.
39 - محمد وائل القيسي: الأداء الاستراتيجي الأمريكي بعد 2008م "إدارة باراك أوباما أنمودجا "، العبيكان، دط، 2017م ص114.

شارك المقال لتنفع به غيرك

فيلوكلوب

الكاتب فيلوكلوب

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

0 تعليقات

8258052138725998785
https://www.mabahij.net/