نص الرغبة نقص وحاجة
آرثر شوبنهاور
تعريف آرثر شوبنهاور
آرثر شوبنهاور فيلسوف ألماني، من فلاسفة القرن التاسع عشر. عاش
شوبنهاور بين سنتي 1788 و 1860. وقد تتلمذ على شوبنهاور على يد الفيلسوف الألماني
إيمانويل كانط، كما عرف شوبنهاور بنظرته
التشاؤمية. من مؤلفات آرثر شوبنهاور: العالم كتمثل وإرادة.
النص الفلسفي لآرثر شوبنهاور حول الرغبة كنقص وحاجة
كل رغبة تَنشَأ عن نَقصٍ، أي عَن حَالةٍ
لا تُرْضينَا؛ إِذَن فَالرَّغْبة أَلَم، طَالمَا أنهَا رغبةٌ لم تُتَم بإشباعهَا. والحالُ
أنهُ لَا وجودَ لإشباعٍ دائمٍ للرغبةِ؛ وليسَ الإشباعُ إلَّا نُقطةُ انطلاقٍ لرغبةٍ
جديدةٍ. فنحنُ نَرَى الرغبةَ فِي حَالةِ عدمِ إشباعٍ فِي كُلِّ مكانٍ، وهِي دومًا في
صراعٍ، ومن ثمةَ فهِيَ دومًا في حالة ألَم؛ فلَا وجودَ لنهايةٍ للجهدِ؛ وبالتالِي...
لا وجودَ لنهايةٍ للألمِ.[...]
لَو نظرنَا إلَى الطبيعَة الخَامِّ، لوجدنَا أنّ ماهيتهَا العميقَة هي
الجُهد، أي الجُهد الدائِم، الذِي لا يعرفُ غايَة ولا راحَة. إلا أن هذهِ الحقيقَة
ذاتُها تظهرُ بوضوحٍ بديهيٍّ فيمَا يخصُّ البَهيمًة والإنسَان. وليستْ حقيقةُ الكائنِ
سوَى الإرادَة والجهْد. إن الأمر أشبهُ مَا يكونَ بعَطَشٍ لا ينطفِئ. والحالُ أن مبدَأ
كُل إرادَة حاجَة ونقْص، فهو إذَن ألَم. إن البَهيمة والإنسَان يصبحَان بالطبيعَة،
وبشكْل ضرُورِي، فريسَة الألَم. لكن مَا إن تصبحِ الإرادَة من دُون موضُوع، ومَا إن
يَنزَع إشباعٌ عَابر عنْها كل حَافِز للرغبة، حتَّى يَسْقط الإنسانُ والحيوانُ في فراغٍ
مُرُعب، وفي الضَّجَر؛ فطبيعتهُمَا، ووجودهُمَا، يَجْثُمَانِ عليهِمَا بثقل لا يُحتمل.
وبالتالي فالحياةُ تَتَذبذب مثل بِنْدُولِ الساعة، يمينًا وشمالًا، مِن الألَم إلى الضَّجَر؛
بِالجُمْلة، إِن الألَم والضَّجر هما العُنْصُرَان المُؤَسِّسَان للحَياة.
0 تعليقات