الفلسفة المعاصرة، عوامل النشأة، تحليل نص برتراند راسل "الفلسفة والعلم" | فيلوكلوب

فيلوكلوب ديسمبر 24, 2018 سبتمبر 15, 2019
للقراءة
كلمة
0 تعليق
نبذة عن المقال: الفلسفة المعاصرة، عوامل النشأة، تحليل نص برتراند راسل
-A A +A



مجزوءة الفلسفة
المحور الثاني:
لحظات أساسية في تطور الفلسفة 
الفلسفة المعاصرة

ترتبط الفلسفة المعاصرة ببداية النصف الثاني من القرن التاسع عشر. وإذا كانت الفلسفة الحديثة قد اهتمت بالمنهج، أي علاقة الفلسفة بالمنهج، فالفلسفة المعاصرة قد طرحت إشكالا آخر، وهو علاقة الفلسفة بالعلم. وكما هو الحال بالنسبة للمراحل السابقة، فالفلسفة المعاصرة، وتساؤلاتها، كانت مرتبطة بشروط متعددة نذكر من بينها ما يلي:

1)استقلال العلوم عن الفلسفة:
كانت الفلسفة في الماضي القريب أم العلوم، غير أنها  فقدت أبناءها، بسبب استقلال العلوم عنها. الشيء الذي طرح  سؤالا جوهريا هو: ماذا تبقى للفلسفة بعد استقلال العلوم عنها؟
يبدو أن الفلسفة بعد رشد أطفالها (العلوم) قد أشرفت على النهاية و الموت. لكن هيهات أن تموت الفلسفة بوجود كائن استفهامي كالإنسان. إن الفلسفة لا تنفك أن تطارد أبناءها في بيوتهم الجديدة، لكن هذه المرة بالنقد و التساؤل ضمن ما يسمى بالإبستيمولوجيا. لكن كيف يكون استقلال العلوم تمهيدا للفلسفة المعاصرة؟
بعد أن استقلت العلوم عن الفلسفة، أصبح العلم محور التساؤلات الفلسفية، عبر نقد مبادئه وفروضه ونتائجه ومناهجه.

2) تعقد مفهوم الواقع:
فبعد أن كان مفهوم الواقع  بسيطا ذو طبيعة مادية يمكن ملاحظته، وكان يمكن تحصيل معرفة يقينية حوله. أصبح الواقع موسوما بالشك و الإلتباس و التعقيد. نتيجة للطبيعة الإفتراضية التخمينية  لتدخل ذات الباحث. ف لم تبقى معرفتنا بالوقائع معرفة يقينية وإنما معرفة افتراضية موسومة بالنسبية.

3)الحرب العالمية الأولى و الثانية و أزمة القيم و المصير الإنساني:
غالبا ما كان الإنسان يتفاخر بكونه كائنا عاقلا يتميز عن باقي الأنواع الحيوانية التي تشاركه في الجنس. غير أن الحرب كشفت عن الطابع الحيواني فيه، فهذا الكائن العاقل أصبح يهدد وجوده ( مثال القنبلة النووية)، ما طرح إشكال القيم، وإشكال المصير الإنساني. لكن كيف أسس هذا الشرط للفلسفة المعاصرة؟
إن الكشف عن رغبات الإنسان الحيوانية، هدم التعالي الإنساني-أي تعالي الإنسان عن الحيوان- ، هذا الهدم أسس له التحليل النفسي الذي كشف أن الإنسان محكوم برغباته الحيوانية المكبوتة، ونزع عن الإنسان قداسته حيث أصبح مثله مثل أي موضوع في الطبيعة يمكن دراسته. و بذلك ظهرت الفلسفة المعاصرة كمساءلة قيمية للإنسان و إستشكالا حول مصيره.

4)الثورة التقنية و إشكال تطبيقات العلم:
إن المتأمل للإنسان المعاصر  يلاحظ تلك العلاقة الحميمية التي يقيمها الإنسان مع التقنية. هذه الأخيرة التي انحرفت عن غايتها، من مساعدة الإنسان إلى السيطرة عليه، و استعباده، و سلب حريته... لم تكتفي التقنية بكل هذا بل أصبحت تهدد وجوده من خلال تطبيقات العلم كالإستنساخ، التعديل الجيني، أطفال الأنابيب...التي تكشف عن إمكانية الإستغناء عن الإنسان ما دامت التقنية تتناسل و تتطور.
يشكل هذا الشرط مدخلا جوهريا لفهم الفلسفة المعاصرة التي سعت جاهدة لتحليل علاقة الإنسان بالتقنية و تحريره منها أو تخليقها على الأقل.
الآن و بعد تحديدنا للشروط النظرية التي أسست للفلسفة المعاصرة. فلننظر إذن في طبيعة العلاقة بين الفلسفة و العلم. فما هي طبيعة العلاقة بين الفلسفة و العلم؟



تحليل نص برتراند راسل "الفلسفة والعلم"

ü   تعريف الفيلسوف:
 برتراند راسل (1872-1938) فيلسوف ورياضي انجليزي، من مؤلفاته أسس الرياضيات، مشكلات فلسفية، حكمة الغرب.
ü   البنية المفاهيمية
العلم: مجموعة معارف وأبحاث على درجة كافية من الوحدة والعمومية، ومن شأنها أن تقود إلى استنتاجات متناسقة، لا تنجم عن الإرتجال ولا عن الأذواق، أو اهتمامات فردية تكون مشتركة بينها، بل تنجم عن علاقات موضوعية نكتشفها بالتدرج ونؤكدها بمناهج تحقق محددة.
الفلسفة:  حسب النص هي مغامرة استكشافية نقوم بها لذاتها.
ü     سؤال النص:
ما العلاقة بين الفلسفة والعلم؟
أين ينتهي العلم وأين تبدأ الفلسفة؟
ü     أطروحة النص:
يؤكد برتراند راسل أن العلم ينتهي عندما يصل مناطق المجهول، وأن الفلسفة هي التي تخوض مناطق المجهول فهي نوع من المغامرة الإستكشافية التي نقوم بها لذاتها.
ü    تحليل الأطروحة:
-          يحاول صاحب النص أن يبين مهمة كل من العلم والفلسفة، ويحاول أن يبين أيضا حدود كل منهما، وهو ما يمكن أن نبينه في الجدول التالي:
مجال العلم
مجال الفلسفة
فهم طريقة عمل الآلة
معرفة تركيب الجسم البشري وطريقة أدائه لوظائفه
معرفة حركة النجوم
حل المشكلات التي نعاني منها
البحث في مناطق المجهول
مجال التفكير التأملي
الإستكشاف والإستطلاع
التفكير في مسائل المنهج
لا تأخذ على عاتقها مهمة حل المشكلات التي نعاني منها
مغامرة استكشافية نقوم بها لذاتها

-          يذهب برتراند إلى أن المعرفة تصبح علما عندما ترتكز على أسس متينة،
-          يبين برتراند راسل أن للفلسفة وظيفتين:
نقدية تتوجه إلى مساءل وقضايا في العلم
وظيفة إبستمولوجيا
استكشافية تتوجه إلى القضايا المصيرية التي تهم الوجود الانساني
وظيفة أنطولوجيا

خلاصة تركيبية:
إن من بين أهم القضايا التي شغلت بال الفلسفة المعاصرة، ووجهت إشكالاتها وتساؤلاتها، قضية العلاقة بين الفلسفة والعلم. وقد قدم الفيلسوف برتراند راسل تصورا لأحد أوجه العلاقة الممكنة بينهما.  هذه العلاقة ترتكز على بعدين: بعد نقدي، حيث تتجه الفلسفة إلى نقد العلم في إطار ما يسمى بالإبستمولوجيا. وبعد تأملي، فالفلسفة وكما أكد راسل ليست إلا مغامرة استكشافية نقوم بها لذاتها، أي استكشاف المجهول والتأمل في ما لا يمكن للعلم الخوض فيه، ما يجعل للفلسفة وظيفة أخرى أنطولوجية.


شارك المقال لتنفع به غيرك

فيلوكلوب

الكاتب فيلوكلوب

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

0 تعليقات

8258052138725998785
https://www.mabahij.net/