خرج رجل يتجول بضواحي قريته التي تقع وسط الصحراء، طلبا للعزلة والراحة النفسية، لكن ضجيج القرية ظل يرافقه، فبدأ يبتعد أكثر وأكثر. بعد مدة قضاها بمفرده، قرر أن يعود إلى قريته، لكنه لم يتذكر من أي طريق جاء، بحث عن أثر أقدام تدله إلى القرية لكنه لم يجدها، وبحث عن أثر قافلة يمكن أن تكون قد مرت من نفس المكان، لكنه لم يجد أثرا، حينئذ شعر بأنه تاه عن القرية حقا. فكر في أمر يعينه على العودة، ولم يجد حلا آخر عدا أن يجرب النباح عسى أن تسمعه كلاب القرية فترد عليه، وذلك ما فعله حقا، أخذ ينبح وينبح حتى سمعته كلاب القبيلة فبدأت هي الأخرى بالنباح. واستطاع الرجل تحديد مكان القرية وطريق العودة. لكنه بعد أن عاد، اكتشف أنه لم يعد يتقن غير النباح.
j هل يمكن القول أن هذا لرجل الذي فقد لغته لايزال إنسانا؟
j هل يمكن القول أن الكلاب له لغة؟
j هل سيختلف تفكير الرجل قبل فقدان لغته وبعد فقدانها؟ وهل يمكنه أن يفكر في ذاته وفي طريق العودة وفي قريته بدون لغة؟
j هل نحن من نمتلك اللغة أم أن اللغة هي التي تمتلكنا؟ هل نتحدث كما نشاء ونستعمل الكلمات بكل حرية؟
0 تعليقات