المنظور القيمي للخطاب الفلسفي - الفلسفة والقيم

فيلوكلوب أبريل 21, 2024 أبريل 21, 2024
للقراءة
كلمة
0 تعليق
نبذة عن المقال:
-A A +A

هذا الدرس (المنظور القيمي للخطاب الفلسفي - الفلسفة والقيم) يدخل ضمن دروس المحور الرابع معالم التفكير الفلسفي ونمط اشتغاله، ضمن المجزوءة الأولى مجزوءة الفلسفة ضمن مقرر الجذع المشترك مادة الفلسفة

المنظور القيمي للخطاب الفلسفي

ليست الفلسفة مجرد خطاب نظري تأملي لا صلة له بحياة الإنسان العملية، وإنما هي خطاب يرتبط بالإنسان وبحياته العملية أشد الارتباط. ودليل ذلك أن الفلسفة في بداياتها الأولى مع سقراط وأفلاطون وأرسطو قد أخذت على عاتقها مهمة البحث في القضايا الأخلاقية والاجتماعية والسياسية، كما أن الفلسفة تعتبر محاولة لفهم السلوك الإنساني وتوجيهه وفق ونحو الفضيلة والخير وجعله سلوكا قويما. ولو تأملنا تاريخ الفلسفة والأنساق الفلسفية لوجدنا أن الفلسفة تكتنز العديد من القيم الأخلاقية التي ينبغي أن يتأسس عليه سلوك الإنسان حتى يكون سلوكا قويما سواء في علاقة الإنسان بذاته أو في علاقته بالآخرين والمجتمع، أو في علاقته بالطبيعة وعناصرها، ومن بين تلك القيم نذكر: الصداقة، الحب، الاحترام، التسامح، السلام...
ولتوضيح المنظور القيمي للخطاب الفلسفي وعلاقة الفلسفة بالقيم سنشتغل على نص إيمانويل كانط حول الصداقة كقيمة أخلاقية

تحليل نص إيمانويل كانط: الصداقة كقيمة

سنحاول الاشتغال على نص كانط من خلال تعريف الفيلسوف وتحديد موضوعه وسؤاله وأطروحته، حتى يتبين لنا المنظور القيمي للخطاب الفلسفي

تعريف الفيلسوف:

إمانويل كانط (1742-1804) فيلسوف ألماني من فلاسفة القرن الثامن عشر، وهو واحد من فلاسفة الأنوار. يعتبر كانط رائد الفلسفة النقدية. من مؤلفاته: كتاب نقد العقل الخالص، كتاب نقد العقل العملي، كتاب نقد ملكة الحكم.

موضوع النص:

يعالج النص مفهوم الصداقة ، وأسسها ومبادئها وعلاقتها بالحب والاحترام من جهة أولى والسعادة من جهة ثانية.

سؤال النص:

ما مفهوم الصداقة؟ وما هي أسسها ومبادئها وما علاقتها بالحب والاحترام من جهة أولى والسعادة من جهة ثانية؟

أطروحة النص:

يؤكد النص على أطروحة مضمونها ان الصداقة، في صورتها المثلى، هي اتحاد بين شخصين يتبادلان نفس مشاعر الحب والاحترام أن غايتها تحقيق خير الصديقين اللذين جمعت بينهما إرادة طيبة أخلاقية، إلا الصداقة لا تضمن سعادة الحياة.

تحليل النص:

حاول كانط من خلال نصه الفلسفي بناء مفهوم الصداقة، حيث نجده بداية قد حددها باعتبارها اتحاد بين شخصين يتبادلان نفس مشاعر الحب والاحترام، مؤكدا أن هذا ما يجعلها صداقة متزنة، حيث ينظر إلى مشاعر الحب باعتبارها قوة جذب بين الصديقين تحقق التجاذب بينهما ، ومشاعر الاحترام باعتبارها قوة دفع الصديقين تحقق التباعد بينهما.

ويؤكد كانط أن الصداقة يجب أن تقوم على أساس أخلاقي خالص ، ولا يجب إذن أن تقوم على منافع مباشرة و متبادلة لأن ذلك ضرب في الصداقة في صورتها المثالية.

لكن، وإضافة إلى ذلك، يرى كانط أن الصداقة لا تضمن سعادة الحياة، وهنا يتضح أن العلاقة بين الصداقة والسعادة ليست بالضرورة على ترابط. ويدعم كانط موقفه هذا بأننا حينما نقر بحاجتنا إلى صديق في وقت الشدة فنحن نكون في هذا التمني نشعر بقيد يقيدنا ويشدنا إلى قدر غيرنا، فيضيف إلينا مشقة تحمل أعبائه. لكن رغم ذلك يؤكد الفيلسوف أن السير في اتجاه تحقيق الصداقة يشكل واجبا عقلياً.

خلاصة تركيبية بخصوص المنظور القيمي للخطاب الفلسفي:

كخلاصة لما سبق ذكره يمكن القول أن الخطاب الفلسفي يعبر عن منظور قيمي، وعن رؤية فلسفية لقضية القيم. ويمكن القول أيضا أن الخطاب الفلسفي ليس خطابا متعاليا عن حياة الإنسان وقضاياه الأخلاقية والاجتماعية والجمالية... وإنما هو خطاب يرتبط بالإنسان، ويبحث فيم يمكنه أن يوجه سلوك الإنسان ويجعله سلوكا قويما، سواء تعلق الأمر بعلاقة الإنسان بذاته أو بالآخرين. ولذلك نجد جل الكتابات الفلسفة لا تخلو من القيم الأخلاقية التي يعتقد أنها قادرة على توجيه المجتمع نحو مجتمع الفضيلة، فنجد قيمة الصداقة مع كل من أرسطو وكانط، وقيمة التسامح مع جون لوك، وقيم أخرى في فلسفات أخرى كالسلام والحب والاحترام....

المنظور القيمي للخطاب الفلسفي - الفلسفة والقيم PDF


شارك المقال لتنفع به غيرك

فيلوكلوب

الكاتب فيلوكلوب

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

0 تعليقات

8258052138725998785
https://www.mabahij.net/